مركز الشهاب الدعوي

مركز سلفي على منهاج النبوة

قسم الإعلانات والأخبار

آخر الأخبار

قسم الإعلانات والأخبار
قسم البطاقات والمطويات
جاري التحميل ...

إخوان الجزائر ومواسم الفتن!


مقال لا تتأخر عن قراءته حول قضية تصويت الجزائر:

بعنوان: إخوان الجزائر ومواسم الفتن!

الحمد لله وبعد: فإنّ العارف بتاريخ الجماعات يدرك حق الإدراك بأنّ إخوان الجزائر لا يختلفون عن إخوان العالم اللّهم إلا في ترتيب المراحل وأسلوب التعامل الظرفي مع الدولة! وهم جميعا متفقون على ضرورة استغلال مواقف الدولة السلبية -في نظرهم- لتهييج الشعب عليها، ودونك حادثة تصويت الجزائر في قضية غزة فهي كفيلة بإيضاح هذه الحقيقة!

وهنا ملحظ دقيق: فإخوان الجزائر لم يعارضوا الدولة في واقعة كان بإمكانهم أن يقولوا: بأنّ الدولة أخطأت هذه المرة على خلاف عوائدها! -مع أنهم لم يعرفوا من قبل بالإشادة العريضة والثناء الكبير على مواقف الدولة التي يذرفون الدموع عليها اليوم بل كانوا يجازفون بتشويه مواقف الجزائر في مرات كثيرة آخرها حادثة أسطول الصمود وهي حادثة وقعت قبل التصويت وليس بعده!! طبعا لمن يعقل هذه المعاني! 

قلت: نعم لم يفعلوا هذا ولم يعتذروا لدولتهم أمام العالم ولم يكونوا كما هي عادتهم رحماء في معارضتهم وعونا لبلادهم على تدارك هذا الخطأ كما ظهر لهم! بل وجهوا اتهامات خطيرة قاتلة تهدم أصل الموقف المشرف للجزائر تجاه فلسطين وتنسب للجزائر -شعبا وحكومة- مواقف الذل والعار والخضوع لأمريكا وغيرها من أحكام الظلم والبغي خلاصتها: لقد باعت الجزائر القضية وهي تسير نحو التطبيع! مع أن أبسط مواطن حتى في لحظة انتقاد لدولته لا يخطر على باله هذه النوايا السيئة لكن آلة الإخوان الإبليسية ستزرع في ذهنه هذه المزاعم الخطيرة وستحرك فيه وفي الجماهير مشاعر الغضب والسخط وتهيّج فيهم العواطف الجارفة وسيحدث هذا الخطاب الشيطاني الأفاعيل في بلادنا بدايته ما نراه في هذه الساعات من لغط مخيف محزن في المجتمع الجزائري لاسيما في هذا الوقت الحساس الذي فُتحت فيه كل الجبهات على هذا الوطن العزيز! وهذه المصير هو لبّ وجوهر المشروع الإخواني.  

إخواني: إن ما أعقب حادثة التصويت لا ينبغي أن يمر مرور الكرام على عقلاء البلاد! لا أقصد انتقاد الدولة أو مخالفتها في موقفها وإنما أتكلم عن التهجم والتهييج وشيطنة الدبلوماسية الجزائرية في قضية تعدّ جوهر القضايا الدولية التي ضربت فيها الجزائر أجمل الأمثلة وأروع الصور! فالذي ينتقد الدولة بدافع الغيرة والعاطفة من غير خلفيات هذا عادة لا خوف منه وعليه لأنه سيفهم لب القضية بمجرد أن تقدم له شرحا مبسطا يكفي منه أن تقنعه بخطورة الخوض في قضايا الدبلوماسية وتفهمه بأن هذا الميدان أكثر ما فيه زوايا ميتة لا يشاهدها إلا الحكماء! 

نعم الجاهل يعلم والغافل يذكر بخلاف أصحاب الدسائس فهم على دراية تامّة بموقف الجزائر ومقاصد بياناتها وهم يعلمون أكثر من غيرهم بأن الدولة مع فلسطين ولم تقل يوما بأنها مع فصيل دون آخر! -افهموا هذا- لأن دولة بحجم الجزائر لا يليق بها أن تنحاز مع جماعة حتى في وقت الحرب لم تحقق هذه الجماعة الوحدة مع أقرب فصيل عسكري يشاركها الأهداف وما بالك بالجبهات المعارضة لها! نعم الجزائر أكبر من هذا عكس دعوة الإخوان في الجزائر القائمة على الولاء لجماعة دون باقي الجماعات وليس للقضية الفلسطينية في حد ذاتها فالقاسم المشترك بينهم وبين ذلك الفصيل هو منبع التفكير ومصدر الإلهام! نعوذ بالله من الولاءات الحزبية.

الحاصل: أكبر شعار قامت عليه دعوة الإخوان منذ تأسيسها هو شعار تحرير فلسطين! نعم وصفتُه بالشعار وليس بالمشروع! لأننا رأينا أقوالهم تؤكد الشعار أما أعمالهم فقد جسدت منذ القديم ذلك المشروع الخطير في الأوطان الإسلامية! فقد نصروا فلسطين باغتيال الرؤساء والمسؤولين في بلاد الإسلام ونصروها كذلك بالانقلابات والمظاهرات! وقد استغلوا جهل وعاطفة الشعوب واستثمروا في محبتهم لفلسطين ومقتهم للصهاينة! 

وهنا مربط الفرس: لقد أفشلت الجزائر أطماعهم وبقيت ترسل رسائل الارتياح إلى شعبها منذ القديم في قضية فلسطين لهذا كانت عاطفة الشعب الجزائري دائما هادئة بسبب مواقف بلادهم الشامخة فتجد الجزائري في كل زمان ومكان -حتى وهو معارض لدولته- يفتخر بموقفها تجاه فلسطين! وهذا الذي عطّل آلة الاستعطاف الإخوانية في الجزائر وهو ما فهمه الإخوان عندنا ففكروا ودبروا ثم قرروا بأن انتظار الدولة في منعرجات القضية الفلسطينية هو الحل الأخير لكسب المعركة! وهاهم يجسدون الآن خطوات المشروع بأيادي وألسنة من تخرجوا من أحزابهم ومعاهدهم وأكاديمياتهم وأفواجهم الكشفية وجمعياتهم الثقافية والخيرية! نعم ها هم الآن يُكشّرون عن أنيابهم بعدما غرسوا من أعدوهم لهذه اللحظات في مختلف المؤسسات لاسيما الإعلام والمسجد! شاهدوا منشوراتهم وتأملوا في وظائفهم. 

أسأل الله أن يحمي الجزائر من شر الأشرار وأن يرزق أبناءها حسن الفهم والتأمل والفطنة ليقفوا جميعا في وجه الأعداء وليكونوا سدا منيعا تنكسر دونه كل مشاريع التخريب والفتن!  

{رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ، رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.

والحمد لله رب العالمين

كتبه: أبو معاذ محمد مرابط
ليلة الخميس: 29 جمادي الأول 1447 هـ 
الموافق لـ 19 نوفمبر 2025 نصراني.
الجزائر العاصمة

عن الكاتب

أبو الحارث عماد بعلول شاب سلفي من مواليد 1995 أحب السنة وأهل السنة والجماعة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

مركز الشهاب الدعوي

المشرف العام: أبو الحارث عماد بعلول