....
ولا تزال العبر تتجدّد وتحدث منذ خلق الله سبحانه وتعالى الأرض إلى زمننا هذا.
....
وفي هؤلاء الآيات التهديد الأكيد، والوعيد الشديد لمن أعرض عن ما جاء به الرسل صلوات الله وسلامه عليهم.
ونحن لا نزال كما قلنا قبل نرى العبر، ونسمع الآيات، ونسمع الحوادث التي تُزعج المسلمين (وغيرهم)، ولكن أعداء الإسلام يجعلون الحوادث حوادث طبيعية من أجل أن يُبطلوا آيات الأنبياء، وأن يُبطلوا انتقام الله لأنبيائه
....
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبًا ومنهم من أخذته الصّيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون}
.....
.
🔸(كثرة الزلازل في آخر الزمان من أعلام النبوة):
==============================
.
وكثرة الزلازل في آخر الزّمان، تعتبر علمًا من أعلام النبوة، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في حديث سلمة بن نُفيل رضي الله عنه (تعليق الشيخ: وكذا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه).
⏪والشأن كل الشأن: هل اعتبرنا؟ وهل رجعنا إلى الله؟
أم صرنا كما يقول ربنا عز وجل: {أولا يرون أنّهم يفتنون في كلّ عام مرّة أو مرّتين ثمّ لا يتوبون ولا هم يذّكّرون
فهل أنكرنا (ما نحن عليه من معاصي وذنوب)
(هل تبرأنا من الشرك ودعاء غير الله؟
هل تبرأنا من البدع) ؟ وهل تبرّأنا من الحزبيّة؟
وهل تبرّأنا من الديمقراطية؟ وهل تبرّأنا من الفساد الموجود بين أظهرنا؟ (هل تبرأنا من إضاعة الصلوات وارتكاب المنكرات)؟ فالأمر يحتاج إلى توبة، وإلى رجوع إلى الله عز وجل: {واتّقوا فتنةً لا تُصيبنّ الّذين ظلموا منكم خاصّةً واعلموا أنّ الله شديد العقاب}.
....
.
🔸(الرد على نسبة الملاحدة #الزلازل إلى الطبيعة واتباع بعض الناس لهم في ذلك جهلا منهم وعدوانا):
============================
👈يقول بعض الملاحدة: لا تقل إن الزلزال بسبب الذنوب، فسيصير (الناس) مذنبين ورب العزة يقول في كتابه الكريم: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}.
ويقول سبحانه وتعالى: {ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إنّ ذلك على الله يسير * لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحبّ كلّ مختال فخور}.
ويقول: {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤْمن بالله يهْد قلْبه والله بكلّ شيْء عليم}.
⏪والزّلزال قد يكون للابتلاء كما قال الله تعالى:
{ياأيّها الّذين آمنوا استعينوا بالصّبر والصّلاة إنّ الله مع الصّابرين * ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون * ولنبلونّكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات وبشّر الصّابرين * الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربّهم ورحمة وأولئك هم المهتدون}.
فهل نحن معصومون من الخطأ؟
وهل ننزّل أنفسنا منْزلة الملائكة الذين لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون؟
بل المنكرات طافحة في المجتمع،
وصدق الرسول صلى الله عليه وعليه وعلى آله وسلم
إذ يقول كما في "صحيح البخاري" من حديث النعمان بن بشير: ((مثل القائم على حدود الله والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الّذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مرّوا على من فوقهم، فقالوا: لوأنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا)).
👈فالمنكرات والفساد موجودان في البلاد ، كل يوم وهي تتجسّد، فإنا لله وإنا إليه راجعون،
وقد يقول بعض (الناس) : فما ذنب الأطفال؟
نقول: لقد أُخذوا بذنب آبائهم وأهليهم.
(وفي ذلك من الرحمة بهم والعبرة والعظة لغيرهم فقدر الله سبحانه وحكمته أعظم وأجل من أن يُحيط بهما عقل قاصر أو يُناطحهما خيال مريض)
ففي "الصحيح" عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأوّلهم وآخرهم))
قالت: قلت: يا رسول الله كيف يخسف بأوّلهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟
قال: ((يخسف بأوّلهم وآخرهم، ثمّ يُبعثون على نيّاتهم)).
وفي "الصحيح" أيضًا من حديث زينب بنت جحش
أنّها قالت: استيقظ رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من نومه وهو مُحمرّ وجهه وهو يقول:
((لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فُتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج)) وعقد بيديه عشرة قالت زينب:
قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصّالحون؟
قال: ((إذا كثُر الخَبَث)).
....
.
⏪فقد كثُر الخَبَث: (الشرك ، البدع ، عداء السنّة ، الربا ، الزنا والعلاقات المحرّمة ، عقوق الوالدين ، وقطيعة الأرحام وشرب الخمور وتصنيعها وبيعها ، الغش ، القتل ، السرقة ، التألي على الله) ، والتبرّج والسفور، فالله أعلم ما سيحدث، دع عنك الخصام بين (الناس و) لا يُحكّمون (فيه) كتاب الله، ولا سنّة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
....
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك فأخذناهم بالبأساء والضّرّاء لعلّهم يتضرّعون * فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرّعوا ولكن قست قلوبهم وزيّن لهم الشّيطان ما كانوا يعملون * فلمّا نسوا ما ذكّروا به فتحنا عليهم أبواب كلّ شيء حتّى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتةً فإذا هم مبلسون * فقطع دابر القوم الّذين ظلموا والحمد لله ربّ العالمين}.
إننا نخشى معشر المسلمين أن يكون ما فتحه الله سبحانه وتعالى على كثير من البلاد استدراجًا من الله سبحانه وتعالى، هل نشكر نعمته أم نكفرها؟
إن المسلمين الآن أصبحوا يُهرولون بعد أعداء الإسلام، ويظنون أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب الكفر والإلحاد، وبسبب المعاصي، والواقع أن أعداء الإسلام تقدّموا بسبب جدّهم واجتهادهم.
...
.
.
🔸أما الذي يُسند الأمور إلى الطبيعة
======================
👈ويقول: حوادث طبيعية،
فإذا أراد أن الطبيعة هي المُتصرفة فهو كافر.
ففي "الصحيحين" عن زيد بن خالد الجهنيّ أنه قال:
صلّى لنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الصّبح بالحُديبية على إثر سماء كانت من اللّيلة، فلمّا انصرف النّبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم أقبل على النّاس فقال:
((هل تدرون ماذا قال ربّكمْ))؟
قالوا: الله ورسوله أعلم؟
قال: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر،
فأمّا من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك
مؤمن بي كافر بالكوكب، وأمّا من قال:
بنوء كذا وكذا فذلك كافر بي مؤمن بالكوكب)).
وفي "الصحيحين" عن عائشة وابن عباس وغيرهما
رضي الله عنهم، أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال:
((إنّ الشّمس والقمر لا يكسفان لموت أحد ولا لحياته، ولكنّهما من آيات الله يُخوّف الله بهما عباده، فإذا رأيتم كسوفًا فاذكروا الله حتّى ينجليا)).
ورب العزة يقول في كتابه الكريم:
{إنّ الله يُمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليمًا غفورًا}.
فهل تستطيع أمريكا أن تُوقف الزّلزال، أو تُوقف الفيضانات المائيّة، أو تستطيع أن تُوقف المطر؟ بل لم تستطع في أهون من هذا، وهو علاج مرض
....
⏪إنك إذا تدبّرت (آيات القرآن) علمت أن الملاحدة ليسوا بعقلاء ولا بذوي سمع وبصر وفكر، ويُقال للملاحدة الذين يسندون الأشياء إلى الطبيعة: هل هذه الطبيعة خالقة أم مخلوقه؟
قال الله سبحانه وتعالى:
{أم خُلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}
....
.
🔸(من أسباب إعراض الملاحدة وضلالهم):
==========================
لما كان العرب الذين نزل القرآن في عصرهم يفهمون الألفاظ العربية، قال جُبير بن مطعم -وكان آنذاك مشركًا-:
لما سمعت النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقرأ:
{أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون}.
قال: كاد قلبي أن يطير، وفي رواية: فوقع الإيمان في قلبي.
أما هؤلاء فذاك أعجميّ، وذاك مخمور العقل، وذاك مخدّر بآلات الّلهو والطّرب، وذاك مخدّر بالفتيات الفاتنات، وذاك بليد، وذاك مشغول ببطنه، وصدق الله إذ يقول في وصفهم بأنّهم لا يعقلون ولا يسمعون ولا يهتدون ولا يتفكرون.
👈إنه يُقال لهم: مال هذه الطبيعة لا تخلق الآن جبالاً،
ولا تخلق للناس زرعًا عند حاجتهم إليه؟
{كبُرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلاّ كذبًا}
أليس البعرة تدل على البعير؟ والأثر يدل على المسير؟
فسماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج لا تدل على اللطيف الخبير؟! ونسألهم: هل تستطيع الطبيعة أن تعلم ما في صدر المخلوق؟ وهل تستجيب للدعاء؟
أمّا الله سبحانه وتعالى فإنّه يخبر نبيّه
ببعض ما في صدور عباده، كما في دلائل النبوة.
والمسلم يدعو الله فيستجيب له ويرى الإجابة أمامه.
فهل تستطيع الطبيعة أن تُجيب الدعاء؟
وهل تستطيع الطبيعة أن تُكثّر الماء القليل الذي هو قدر صاع حتى يُروي ويتوضأ منه الخلق الكثير؟
وهل تستطيع الطبيعة أن تُكثّر الطعام القليل الذي لا يكفي ثلاثة فيكفي الخلق الكثير، وقد أُجْري هذا الخير الكثير وغيره على يدي نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما ذكرناه في "الصحيح المسند من دلائل النبوة".
هل تستطيع الطبيعة أن تُخالف سنّة الله
أو أن تخلق إنسانًا لا ينام؟ هؤلاء الطبائعيون أشبه بالحُمر.
ورب العزّة يقول في كتابه الكريم:
{وفي أنفسكم أفلا تبصرون}.
فهم لو نظروا في تصرف الله فيهم، وفي قلوبهم وإرادتهم لما كابروا، فليأمروا الطبيعة أن تخلق لنا إنسانًا لا يبول ولا يتغوّط!! أولست تريد أمرًا وتُصمّم عليه ويريد الله أمرًا غيره فتنصرف إلى ما يريده الله؟ وهذا أمر يُحس به كل أحد منا، ولكن صدق الله إذ يقول: {فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب الّتي في الصّدور}
....
.
.
🔸(لا يخرج شيء عن تدبير الله وإرادته وحكمته):
===============================
فجميع ما خلقه الله سبحانه وتعالى هو مُسخّر لإرادة الله وتحت أمره، فقد يبتلي الله سبحانه وتعالى الناس بالجوع، وأنت إذا قرأت في "المدهش" ص (٦٤ - ٧٠) لابن الجوزي رحمه الله وجدت أممًا تموت من الجوع.
..
فإذا قرأت في التاريخ تجد أممًا قد ماتت من الجوع، وربما ينتهي بهم الحال إلى أن يأكل بعضهم بعضًا، ومن الذي يستطيع أن يُقاوم الله؟ وأن يفرض إرادته على الله سبحانه وتعالى؟!
ومن الأمم أيضًا: من مات بسبب المرض، أو بسبب من الأسباب، بل ربما تنْزل حجارةً من السماء، وكل هذا بسبب الذنوب.
⏪ وقد ذكر السيوطي في كتاب "الصلصلة في الزلزلة" مايقضي بذلك، وقد وقع في القرآن العظيم ذكر الرجفة في قوم شعيب، وبعض أصحاب موسى وغيرهم لأسباب مختلفة يشملها سلوك ما لايرضاه الله..
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{وضرب الله مثلاً قريةً كانت آمنةً مطمئنّةً يأتيها رزقها رغدًا من كلّ مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.
إن هذه الأمة قد ارتكبت الجرائم التي ارتكبتها الأمم المتقدمة. فعلينا أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى لعله يرحمنا.
ويقول سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:
{لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنّتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربّكم واشكروا له بلدة طيّبة وربّ غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدّلناهم بجنّتيهم جنّتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل}.
👈نذكر هذا حتى لا يغتر أحد بما آتاه الله سبحانه وتعالى:
{قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورًا فمن يأتيكم بماء معين}
{وأُحيط بثمره فأصبح يُقلّب كفّيه على ما أنفق فيها وهي خاوية على عروشها}.وهكذا أيضًا جنة أصحاب (ن) وما حدث لها.
فعلينا أن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى، فإن عذاب الله شديد، وانتقام الله شديد، فهو وإن كان غفورًا رحيمًا فإنّه شديد العقاب. علينا أن نرجع إلى الله تعالى قبل أن يحلّ بنا ما حلّ بغيرنا.
....
.
.
🔸(بعض المنكرات الحاصلة وسبيل النجاة):
===========================
وقد وجدت بعينيّ من يُصلي المغرب والعشاء الساعة الرابعة (فجرا) بعد ما انتهى من مجلس القات ألستم مسئولين عن هذه الأوقات؟!
إن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:
((لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسْأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه، وعن جسده فيم أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم وضعه، وعن علمه ماذا عمل فيه)).
ويقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
((احْرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجزْ)).
⏪فينبغي أن تحرص على ما ينفعك في أمر دينك ودنياك،
وألاّ تكون كسولاً، وقد استعاذ النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالله من العجز والكسل.
شباب في خيرة أعمارهم يُضيّعون أوقاتهم في هذه الشجرة الأثيمة (القات وغيره من المخدرات والمُسكرات والمُلهيات). علينا أن نتقي الله، وأن نحرص على تعلّم العلم النافع، ونحرص على صلة الرحم، ونحرص على الإحسان إلى الجار، وقبل هذا كله على تعلم العقيدة الصحيحة.
إذا أردتم أن يرفعكم الله فلا تكونوا إمّعة،
فإن الذي يكون إمّعة لا يزال مُنهزمًا.
إن تلك الشجرة الأثيمة (القات وغيره من المخدرات والمسكرات والمُلهيات) أخذت عقول كثير من (الناس)، وأنتم تعرفون، فبعضهم يُذْهب به.. قد اختلّ عقله، وبعضهم يصبح مجنونًا، ينتظر متى يقتل شخصًا أو يقتل نفسه.
فعلينا أن نصرف أوقاتنا فيما ينفعنا في طلب العلم حتى نعبد الله على بصيرة، وحتى نقول: نعم ولا، على بصيرة،
فإذا قلت: نعم، تكون على بصيرة، وإذا قلت: لا، تكون على بصيرة. لا تكن إمّعة إن أحسن الناس أحسنّا وإن أساءوا أسأنا.
فالشأن كل الشأن هو الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى،
حتى إذا حدثت حادثة أو آية من الآيات
يصير الشخص إن نجا نجا،
وإن لم ينج فإنه يبعث على نيّته،
وقد كنت نقلت شيئًا من هذا في "المخرج من الفتنة" فيما ابتلى الله سبحانه وتعالى به أمة محمد صلى الله عليه
وعلى آله وسلم من بعد نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى عصر ابن الجوزي،
وهذا شيء قليل ذكره ابن الجوزي في المدهش"
ولم يستوعب، وبقي من زمن ابن الجوزي إلى زمننا هذا
لو أن شخصًا تتبّعه لكان أكثر وأكثر،
👈ومما ينبغي أن يُعلم أن الزّلزال لم يحدث على عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا على عهد أبي بكر،
وحدث على عهد عمر. قلنا: وقد سرد الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى في كتابه "المدهش" بعض الحوادث التي مرّت على أمة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جوع وزلزال فرأيت إثباته لما فيه من العبرة (راجعه في الأصل)
....
.
.
🔸(وإخواننا الذين أصابهم ما أصابهم)
========================
أولئك المنكوبين الذين قد حلّت لهم المسألة.
فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول:
((إن المسألة لا تحلّ إلاّ لثلاثة -وذكر-: رجلاً أصابته جائحة)). فقد أصابتهم جائحة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
وهذا أمر يُعتبر موعظة وذكرى،
وهو أن ترى البيوت المهدّمة والمشققة إلى غير ذلك،
...
يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما في
"سنن أبي داود" من حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
((ما من قوم يُعمل فيهم بالمعاصي، ثمّ يقدرون على أن يُغيّروا، ثمّ لا يُغيّروا، إلا يُوشك أن يعمّهم الله منه بعقاب)).
⏪فعلينا أن نحمد الله سبحانه وتعالى، وأن نُؤدي الزكاة،
وأن نصل الرحم، ونساعد المنكوب،
علينا أن نتقي الله، حتى يحفظنا الله سبحانه وتعالى
في أنفسنا وأموالنا، وأولادنا وديننا،
لا تقل: أنا ارتكبت ذنبًا صغيرًا
ففي الناس من يرتكب الكبائر،
لا، ولكن عليك نفسك وإصلاح نفسك،
ثم أن تحاول إصلاح الآخرين: {ولولا دفع الله النّاس بعضهم ببعض لهدّمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرًا ولينصرنّ الله من ينصره إنّ الله لقويّ عزيز * الّذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة وآتوا الزّكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور }.
فهل هذه الخصال متوفرة فينا؟
وهل هي متوفرة في مسئولينا؟
وهل هي متوفرة في مجتمعاتنا؟:
{الّذين إن مكّنّاهم في الأرض أقاموا الصّلاة}
فربما تقوم تصلي، وولدك نائم بين الفراش،
{وآتوا الزّكاة}، صرفوها في مصارفها الثمانية:
{وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر} الأمر بالمعروف الذي يعتبر قطب رُحى الإسلام، والرُحى دائرة عليه، فقد أصبح ميّتا ومعدومًا (فيما بيننا) ، ولو أنك أمرت بمعروف أو نهيت عن منكر، فأول من يُعارضك (أولئك الذين يدّعون الدعوة إلى الدين ويحتكرون العمل للإسلام)
....
.
.
🔸(نصيحة وعبرة)
============
فعلينا أن نتضرّع إلى الله أن يحفظ بلدنا، وعلينا أن نتضرّع إلى الله أن ينتقم ممن يُريد نشر الفساد والفتن في بلدنا.
فبلاد المسلمين كلها على خطر، والفساد فيها منتشر.
👈أمّا أولئك الذين قدّر الله عليهم في هذا الزّلزال بالهدم فإنّهم إذا كانوا صالحين ... فإنّهم شهداء، ففي "الصحيحين"
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:
((الشّهداء خمسة -وذكر منهم:- صاحب الهدم)).
لكن من كان متعلقًا (منهم بذنب أو كبيرة أو عمل)
سوء، فإنه يُبعث على نيّته الخبيثة.
فعلينا أن نتوب وأن نرجع إلى الله سبحانه وتعالى،
فإن الله يقبل التوبة من عبده، وأن نُعلن الكفر بما أتانا من قبل أعداء الإسلام مما يُخالف دين الإسلام.
فيجب ألا نكون إمّعة، فقد أصبح المسلمون إمّعة، أصبحوا تبعًا: إما لحكامهم (في الباطل) ، وإما لعلماء السوء:
{اتبعوا ما أنزل إليكم من ربّكم ولا تتّبعوا من دونه أولياء قليلاً ما تذكّرون}.
وفق الله الجميع لما يُحب ويرضى.
....
.
👈تحصّل مما تقدم أن الزلزال:
===================
- قد يكون ابتلاءً من الله،
- وقد يكون بسبب الذنوب،
ويكون مع هذا كله مقدرًا من الله، وقد تقدمت الأدلة على ذلك، والقائلون: إنّها براكين، إن أرادوا أنّها بقدر الله وبسبب الذنوب أو الابتلاء فلا تنافي بين هذا وما تقدم، وإن أرادوا أنّها حوادث طبيعية فهذا هو الذي يُخالف الكتاب والسنة ويُخالف أيضًا السنن الكونيّة في انتقامه سبحانه من أعدائه (وابتلاءه ورحمته بأولياءه) ، وقد تقدم تفنيد ذلك وأنه إلحاد في آيات الله، وفي "الصحيحين" عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: ((إذا رأيتم الّذين يتّبعون ما تشابه منه، فأولئك الّذين سمّى الله فاحذروهم)).
⏪آمنا بالله وبكتابه وقدره، وكفرنا بما يقول الملحدون،
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
✍🏼مقتطف بتصرف من
📚[ إيضاح المقال في أسباب #الزلزال
والرد على الملاحدة الضُّلّال]
لمحدث الديار اليمنية في زمانه
العلامة الشيخ #مقبل_بن_هادي_الوادعي -رحمه الله-
(المتوفى 1422 -2001 م)
.
👈وكانت هذه الرسالة في أعقاب زلزال (ذمار) (المدمر الذي وقع في شمال اليمن بالقرب من مدينة ذمار بتاريخ 13 ديسمبر 1982 وكانت قوته 6.0 درجة، كان زلزال مسجل إينسترومينتالي الأول في منطقة ذمار ولم يسبق له مثيل وقد اعتُبر ذلك الحدث هو الأول من نوعه في التصنيفات العالمية ، قتل في هذا الزلزال نحو 2800 شخص وأصيب 1,500 بجروح) ومن بعده زلزال بلدة (العدين) (1992م)
من بلاد اليمن -حفظها الله تعالى-
.
💡قال -رحمه الله- في مقدمة الرسالة:
"وكان مما اختلف فيه أهل العلم وذوي الجهل والزيغ مسألة الزلزال، فأهل العلم قالوا عند أن حدث الزلزال بذمار: ماقررناه في الكتاب، وذوو الجهل والزيغ قالوا: إنه أمر طبيعي. من أجل ذلك ألقيت بعض الخطب ثم رأيت أن أخرجها في رسالة ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حيّ عن بيّنة"


