مركز الشهاب الدعوي

مركز سلفي على منهاج النبوة

قسم الإعلانات والأخبار

آخر الأخبار

قسم الإعلانات والأخبار
قسم البطاقات والمطويات
جاري التحميل ...

شبهات فكرية في الاحتفالات النصرانية | الشيخ أبو حذيفة العنابي حفظه الله


شبهات فكرية في الاحتفالات النصرانية.(1)

بمناسبة أعياد (المسيحيين)*وهي قريبةٌ على الأبواب، بعض المسلمين يشاركهم في أعيادهم ويقوم بتهنئتهم على أن هؤلاء إخواننا في الإنسانيَّة والوطنيَّة، ولابد أن نفرح لفرحهم. ويرغبون في  الذهاب إلى مكان احتفالهم.

كيف يذهبون إلى تلك البقعة وهم يعلمون أنَّ النصارى يقومون باحتفالات خاصَّة بأعيادهم وفيها ما فيها من شعائر الشرك والخرافات والمُحرَّمات ما الله به عليم؟!

- لقد قرَّر العلماء تحريم الذهاب إليها للمشاركة معهم والاحتفال بأعيادهم، ومن فعله فهو آثم.**

ومن ذهبَ معتقداً صحَّة دينهم، مُقِرَّاً عبادتهم، وراضياً بشعائرهم فهذا كفر بالله مُخرج عن الملَّة.

1- قد يقول قائل:وما المُشكلة في قيامهم بأعيادهم؟ فطبيعي أن يكون لهم عيد؛ ومثلما نقول في المثل: (كل واحد على دينه الله يعينه!).

فهذه عين الكلمة التي كان يقولها المنحرفون السابقون بقولهم: (المعبود واحد وإن كانت الطرق مختلفة).

[مجموع الفتاوى(25/ 323)].

لأنَّ الدين الحق هو دين الإسلام. 

{أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83) قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)} [آل عمران : 83-85].

وما سواه من أديان فهي باطلة بشتَّى طُرِقِها وألوانها، ونعتقدأنَّهم كفرة بالله كما أنَّهم يعتقدون ذلك في المسلمين.

{لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ۗ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [المائدة : 17]

2- وقد يقال:(أننا نشارك نصارى بلادنا المُسالمين في أعيادهم من باب البر بهم) فما المانع أن نحتفل معهم ونتشارك همومهم وأفراحهم وأحزانهم؟

نصارى بلادنا هم شركاؤنا بالوطن، وجيران بيوتنا، ولهم وجود تاريخي في بلدنا، ونحن وإياهم نتعايش فيما بيننا، وربَّما اختلطت دماء بعضهم فسالت إبان الحرب التحريرية.

ونحن لا نقبل ظلمهم بأي نوع كان، ماداموا لا يُجاهروننا العداوة، فنحن نبرهم ونقسط إليهم ونتألَّف قلوبهم بالتعامل الحسن.

﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8].

فلن نظلمهم، ولا نقبل لأحد أن يظلمهم، ولا نرضى أن يُعتدى على كنائسهم ومعابدهم ما دامت دُوراً للعبادة فقط، ولو عَلِمنا بذلك لوقفنا بشدَّة أمام من يقصد الاعتداء عليها؛ ولا يعني ذلك أن نتنازل عن ثوابتنا وديننا، وأن نشاركهم في أعيادهم، ونلهو معهم، وندخل كنائسهم في عيدهم، وكأنَّ هذا الأمر عندنا أمر طبيعي!

3- أمَّا إظهار أعيادهم في شوارع المسلمين؛ فإنَّ الدولة المسلمة لا تُبيح إظهار أعيادهم وصلبانهم.

(فقد شرط عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النصارى أن لا يُظْهِرُوا أعيادَهم في دار الإسلام فكتب في كتابه المشهور حين صالح نصارى من أهل الشام و شَرَطَ عليهم: " وَأَنْ لاَ نُخْرِجَ شعَانِينًا، وَلاَ بَاعُوثًا".

[رواه البيهقي في السنن الكبرى كتاب الجزية، باب الإِمَامُ يَكْتُبُ كِتَابَ الصُّلْحِ عَلَى الْجِزْيَةِ (19186)؛ وقال ابن تيمية: إسناده جيد].

قال ابن سيرين: الزور هو الشعانين، والشعانين: عيد للنصارى يقيمونه يوم الأحد السابق لعيد الفصح ويحتفلون فيه بحمل السعف، ويزعمون أن ذلك ذكرى لدخول المسيح بيت المقدس.

[اقتضاء الصراط المستقيم: (1/537) والمعجم الوسيط: (1 / 488)].

والبَاعُوثُ يُقَالُ: إِنَّهُ اسْتِسْقَاء النَّصَارَى يَخْرُجُونَ بِصُلْبَانِهِم إلى الصَّحَارَى يَسْتَسْقُون صُولِحُوا عَلى أَنْ لا يُخْرِجُوا زِيَّهُم ولا يُظْهِرُوهُ للمُسْلِمِين فَيَفْتِنُوهُم بِذَلِك.

وقَالَ بَعْضُهُم: إنَّمَا هُوَ الباغوت بالغَين مُعْجَمَة والتَّاء الَّتي هي أُخْتُ الطَّاء وهُو عِيدٌ للنَّصَارى اسم أعجمي.

[غريب الحديث للخطابي(2\74)]

وهذا أمر طبيعي؛ فإن كان النصارى يُحكمون بالحكم الإسلامي؛ فلا يُمنعون من إقامة أعيادهم؛ لكن يُمنعون من إظهارها؛ وهذا مثل المنع من إظهار تناولهم الطعام والشراب في الشوارع وقت صيامنا في شهر رمضان المُبارك.

* وقال أبو بكر الكاساني الحنفي: 

(لا يُمكّنون من إظهار صليبهم في عيدهم، لأنه إظهار شعائر الكفر، فلا يمكنون من ذلك في أمصار المسلمين. ولو فعلوا ذلك في كنائسهم، لا يُتعرض لهم. وكذا لو ضربوا الناقوس في جوف كنائسهم القديمة لم يتعرض لذلك، لأن إظهار الشعائر لم يتحقق. فإن ضربوا به خارجاً منها، لم يمكنوا منه لما فيه من إظهار الشعائر).

[بدائع الصنائع(7 / 114)].

* وقال الحطاب المالكي: 

(قال ابن حبيب: يمنع الذميون الساكنون مع المسلمين إظهار الخمر والخنزير، وتكسر إن ظهرنا عليها، ويؤدب السكران منهم. وإن أظهروا صلبهم في أعيادهم واستسقائهم، كُسِرَت وأُدّبوا).

[التاج والإكليل(4/602)].


* قال الإمام الشافعي في شروط مصالحة أهل الذمة وكتابتها: 

(على أن ليس لكم أن تظهروا في شيء من أمصار المسلمين الصليب، ولا تعلنوا بالشرك، ولا تبنوا كنيسة، ولا موضع مجتمع لصلاتكم، ولا تضربوا بناقوس، ولا تظهروا قولكم بالشرك في عيسى بن مريم، ولا في غيره لأحد من المسلمين).

[الأم(4/210)].

4 - قد يقال هذه الأحكام لم يعد يعمل بها أحد؛ فما فائدة ذِكرها؟!

يقال نعم فأغلب بلاد المسلمين اليوم محكومة بالأحكام العلمانية والقوانين الوضعيَّة التي تجوس خلال ديارنا؛ ولكنَّنا نتحدث عن الأحكام الشرعيَّة التي ينبغي أن نعرفها وألاَّ نتناساها تحت ضغط الواقع!

{وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ۗ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ (49) أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ ۚ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50) ۞ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51)} [المائدة : 49-51].

فإنا لله وإنا إليه راجعون.

-----------------

(*) الصحيح أن يقال نصرانيون كما سماهم القرآن{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} [المائدة : 14].

أما أن نقول عنهم مسيحيين فهذا خطأ لأنناننسبهم للمسيح عيسى عليه السلام وهو منهم ومن عقيدتهم برآء.

(**) سنتحدث عنه في الصفحات التالية.



 شبهات فكرية في الاحتفالات النصرانية.(2)


شبهة (مشاركة النصارى بأعيادهم لا يعني الرضا بعقيدتهم): 

لكن ما المشكلة في حضور أعيادهم إذا كنا لا نرضى عقيدتهم ولا نُقرُّهم عليها؟

فالمسلم يستقي أدلَّته من الوحي المُنزَّل (الكتاب وصحيح السنَّة)، و يسترشد بأقوال الصحابة والتابعين، وإجماع علماء الأمَّة على ذلك.

فهل نحن أفضل من رسولنا صلى الله عليه وسلَّم، الذي قال له ربه: 

﴿ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف: 142].

﴿ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا ﴾ [الجاثية: 18، 19].

﴿ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ﴾ [المائدة: 77].


فالله تعالى ينهى رسوله أن يتبع سَنَنَ الكفَّار وطرائقهم وأهواءهم؛ فعلينا أن نلتزم ذلك وأن ننتهي عمَّا نهى الله تعالى عنه ورسوله محمد صلى الله عليه وسلَّم.


وإنَّ من مقاصد شريعة الإسلام المفاصلة العقائدية والتمايز الديني (عقيدة الولاء والبراء).

فلا يجوز للمسلم أن يُشارك الكفَّار من النصارى واليهود أو غيرهم في أعيادهم؛ لأنَّ هذا مِمَّا يؤثر على عقيدتك تجاههم، ويجعلك تتقرب إليهم وتتودد وتطلب محبَّتهم، وقد تفعل مثل أفعالهم، وتهديهم الهدايا، وتقيم معهم بأماكنهم التي لا تخلو من إظهار شعائر الكفر بالله وقول الزور على الله تعالى.

ومن شاركهم في ذلك مُقرّاً لهم عباداتهم الباطلة فإنَّه لم يعد مسلماً، لأنَّ هذه الأعياد قائمة على المعتقدات النصرانية الباطلة؛ ومنها نسبة الولد لله تعالى الله عمَّا يقولون علوا كبيرا. 

عَن ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ تعالى: "كَذَّبَنِي ابْنُ آدَمَ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ، وَشَتَمَنِي وَلَمْ يَكُنْ لَهُ ذَلِكَ؛ فَأَمَّا تَكْذِيبُهُ إِيَّايَ فَزَعَمَ أَنِّي لَا أَقْدِرُ أَنْ أُعِيدَهُ كَمَا كَانَ، وَأَمَّا شَتْمُهُ إِيَّايَ فَقَوْلُهُ لِي وَلَدٌ فَسُبْحَانِي أَنْ أَتَّخِذَ صَاحِبَةً أَوْ وَلَدًا ".

[أخرجه البخاري(٤٤٨٢)] 

ناهيكَ عن وجود المعاصي ومظاهر الفجور، وشرب الخمور، والتبرج والتعري من نسائهم، وكل هذا يجعل المرء المُشارك لهم يتأثَّر قلبياً وسلوكياً بما تراه، فتضعف عقيدته، وينقص إيمانه، فيُخشى حينها من تقليدهم بطقوسهم وأفعالهم.


- قد يقال أن حضور أعيادهم ليس كحضور صلواتهم وعباداتهم؟

لكن هذا غير صحيح، فالعيد عندهم عبادة يتعبَّدون بها، وهو كذلك عادة وتقاليد تواضعوا عليها منذ مئات السنين. 


يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: 

(فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج، فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه).

[اقتضاء الصراط المستقيم(1/528)].


- لا تنس أنَّ لديهم قناعات في أعيادهم ناجمة عن العبادة أو الاعتقادات الباطلة:

١- كالطعام الذي يأكلونه في ليالي أعيادهم حيث يسمونه " العشاء الربَّاني" .

فانظر للجانب الاعتقادي الباطل عندهم فيه، حيث يأكلون قطعاً من الخبز مع تناول كأس من الخمر؛ ويعتقدون عند أكلهم لهذا الخبز أنَّه يتحوَّل - بقدرة قادر - إلى لحم المسيح حتَّى وإن كان طعمه خبزاً؛ وأن كأس الخمر تتحول إلى دم المسيح وإن كان مذاقها خمراً؛ وإن كان طائفة البروتستانت من النصارى لا يقولون بتحول الخبز إلى لحم المسيح والخمر إلى دمه؛ لكنَّهم يجعلونه رمزاً وذكرى لصلب المسيح ولما حلَّ به من أذى!

وقد ردَّ عليهم الشيخ رحمة الله الهندي وقال للكاثوليك الذين يعتقدون هذه العقيدة: 

(لو صح ما تدعونه من أكل لحم المسيح وشرب دمه في العشاء الرباني لكنتم أسوأ وأخبث من اليهود؛ لأن اليهود عذبوه وآلموه مرة واحدة ولم يأكلوا لحمه ولم يشربوا دمه ولم يكسروا عظامه...!! 

أما أنتم فإنكم تذبحونه كل يوم في أمكنة كثيرة، وتكسرون عظامه في كل مناسبة قطعة. ..قطعة؛ وإن كان هذا هو ما طلبه المسيح حقاً كما تزعمون فلماذا لا يؤمن البروتستانت ما دام قد نص عليه الإنجيل بلسان عيسى؟!)

[حوار صريح بين عبد الله وعبد المسيح عبد الودود شلبي(ص47)].


بل يرون أنَّ الذي يحتسي آخر كأس من قنينة الخمر بعد منتصف تلك الليلة سيكون سعيد الحظ!


٢- أمَّا "شجرة الكريسمس" فإنَّها تُعَدُّ رمزاً دينياً عندهم؛ فمذ أن يأتي الصباح وتطلع الشمس يجد أولئك القوم هدايا تحت هذه الشجرة؛ وحين يسأل الطفل والده عن هذه الهدايا ومن الذي أتى بها؟ يقول الأب لابنه: أنها منحة من الرب يسوع، أرسلها عن طريق "بابا نويل"، والغريب أن ترى أناساً ينتسبون للإسلام يهدونهم هذه الشجرة بل يصنعونها لهم؟!


جاء في موسوعة ويكيبديا ما نصُّه: 

(إحدى الموسوعات العلمية، أشارت إلى أن فكرة شجرة الميلاد ربما قد بدأت في القرون الوسطى بألمانيا، الغنية بالغابات الصنوبرية الدائمة الخضرة، حيث كانت العادة لدى بعض القبائل الوثنية التي تعبد الإله (ثور) إله الغابات والرعد أن تزين الأشجار، ثم تقوم احدى القبائل المشاركة بالاحتفال بتقديم ضحية بشرية من ابنائها؛ وفي عام 727 م أوفد إليهم البابا بونيفاسيوس مبشرا، فشاهدهم وهم يقيمون احتفالهم تحت إحدى الأشجار، وقد ربطوا أبن أحد الأمراء وهموا بذبحه كضحية لإلههم (ثور) فهاجمهم وانقذ ابن الأمير من أيديهم ووقف فيهم خطيباً مبيناً لهم أن الإله الحي هو إله السلام والرفق والمحبة الذي جاء ليخلص لا ليهلك. ثم قام بقطع تلك الشجرة ونقلها إلى أحد المنازل ومن ثم قام بتزيينها، لتصبح فيما بعد عادة ورمزاً لاحتفالهم بعيد ميلاد المسيح، وانتقلت هذه العادة بعد ذلك من ألمانيا إلى فرنسا وإنجلترا ثم أمريكا، ثم أخيرا لبقية المناطق، حيث تفنن الناس في استخدام الزينة بأشكالها المتعددة والمعروفة.

ولو أنَّك بحثت عن أصل شجرة الميلاد لوجدت أنَّ أول من استخدم الشجرة هم الفراعنة والصينيون والعبرانيون كرمز للحياة السرمدية، ثم إنّ عبادتها قد شاعت بين الوثنيين الأوربيين وظلوا على احترامها وتقديسها حتى بعد دخولهم في المسيحية، فأصبحوا يضعونها في البيوت ويزينونها كي تطرد الشيطان أثناء عيد الميلاد).

[دائرة المعارف البريطانية(3\284)].


فإذا ذهب شباب المسلمين إليها وإلى أماكن أعيادهم؛ فإلى أي شيء سيذهبون وكل ما هنالك شبهات وشهوات؛ تغضب المسيح عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام بل تغضب الرحمن الرحيم سبحانه وتعالى، فأين هؤلاء الشباب عن الخوف من التعرض لغضب الله وهم يتسكَّعون في الشوارع؛ ويقومون بأعمال لا تُحمد!


فالأمرلا يقتصر على إطلاق عنان الشهوات والفساد الأخلاقي فحسب، بل إنَّ حضور احتفالاتهم في أعيادهم، سيجلب شيئاً فشيئاً المودة والمحبة لمعتقداتهم الباطلة، خصوصاً أنَّ أغلب شباب المسلمين لا يعلمون عن معتقدات النصارى الكفريَّة إلاَّ النزر اليسير أو لا يعلمون شيئاً؛ فمشاركتهم بأفعالهم ومُخاطبة أنفسهم الأمَّارة بالسوء من جهة أخرى؛ ستؤدي إلى تقليدهم والتشبَّه بهم.

يقول تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴾ [المائدة: 51].

وقال اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُل إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120].

قال الإمام الذهبي رحمه الله: 

(قال العلماء: ومن موالاتهم: التشبُّه بهم، وإظهارُ أعيادهم، وهم مأمورون بإخفائها في بلاد المسلمين، فإذا فعلها المسلم معهم، فقد أعانهم على إظهارها، وهذا منكرٌ وبدعةٌ في دين الإسلام، ولا يفعلُ ذلك إلا كلُّ قليل الدين والإيمان).

[تشبيه الخسيس بأهل الخميس(ص١٩)].


قال صلى الله عليه وسلم: "لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى؟! قَالَ: فَمَنْ؟!".

[أخرجه البخاري(٣٤٥٦) ومسلم(٢٦٦٩)].


وقوله صلَّى الله عليه وسلَّم (لتتبعن سنن من قبلكم) أي: طريقة وتقاليد من كان قبلكم.

وحينما سأل الصحابة رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم - هل هم اليهود والنصارى؟ فأجاب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بإقرارهم على سؤالهم إياه عن هاتين الملتين المنحرفتين وبالذات! 


و يقول النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: "من تشبه بقوم فهو منهم".

[صحَّحه الألباني في الإرواء (5/109)].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: 

(وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث، وهذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم. كما في قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]. 

وهو نظير قول عبدالله بن عمرو أنه قال: "من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة") 

ومعنى بنى: سكن.

[أخرجه البيهقي في كتاب الجزية، باب كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي كَنَائِسِهِمْ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ يَوْمَ نَيْرُوزِهِمْ وَمِهْرَجَانِهِمْ (18642 و18643) بإسناد جيد، وصحَّحه ابن تيمية في الاقتضاء (1/754)].

ورسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ).

[أخرجه البخاري(٥٨٩٢) ومسلم(٢٥٩)].

ويقول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لَا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ).

[أخرجه البخاري(٣٤٦٢)ومسلم(٢١٠٣)]


فإذا كانت شريعتنا الإسلامية تأمر بمخالفة المشركين وتنهانا عن موافقتهم في شرائعهم  وعباداتهم، بل في وجوب إعفاء اللحية؛ لكي لا نتشبَّه بهم في حلقها، وحتَّى في عاداتهم في عدم صبغهم لها، فإنَّ مخالفتهم في أعيادهم أولى من ذلك وعدم مشاركتهم فيها من أَوْجَهِ أبواب المخالفة للكفَّار.

والرسول عليه الصلاة والسلام كان يُخالف الكفَّار من اليهود والنصارى في كل شيء، حتَّى إنَّ اليهود قالوا: "ما يريدُ هذا الرجلُ أن يدعَ من أمرنا شيئًا إلا خالفنا فيه".

[أخرجه مسلم(٣٠٢)].


ثمَّ إنَّ حضور هذه الاحتفالات بأعياد النصارى ستجعل الشاب المسلم المنهزم نفسياً؛ مسروراً بما يراه أمامه، فلن ترى منه سوى الضحك والأنس والابتسامة، وهذا كله يجعلهم مُتمسِّكين بباطلهم، بل لربما بالغوا في جلب من ليسوا على دينهم بشتَّى أنواع الجاذبيَّة؛ فيؤثر ذلك في قلوب الضعفاء من المسلمين.


ثمَّ إنَّنا نعتقد أنَّ ما يشهده حاضر أعيادهم من قبيل الزور، والله تعالى يقول في محكم التنزيل: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ ﴾ [الفرقان: 72] فسَّر العلماء الزور المقصود به في الآية: (أعياد الكفَّار).


يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: 

(أعياد المشركين جمعت الشبهة والشهوة والباطل، ولا منفعة فيها في الدين، وما فيها من اللذةالعاجلة فعاقبتهاإلى ألم؛فصارت زورًا،وحضورهاوشهودها).

[اقتضاء الصراط المستقيم(1/183)].

ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله: 

(واحتج الإمام أحمد بن حنبل على تحريم شهود أعياد النصارى واليهود بهذه الآية وقال: الزور الشعانين وأعيادهم. 

وعن الضحاك: الزور عيد المشركين.

وقال سعيد بن جبير: الشعانين.

وقال ابن عباس: الزورُ عيدُ المشركين).

[أحكام أهل الذمة: (3/1244)].


وقال سلطان العلماء العز بن عبدالسلام في قوله تعالى: ﴿ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾: 

(﴿ الرِّجْسَ مِنَ الأَوْثَانِ ﴾ من للجنس، أو اجتنبوا منها رجسها وهو عبادتها 

﴿ قَوْلَ الزُّورِ ﴾ الشرك، أو الكذب، أو شهادة الزور، أو أعياد المشركين).

[تفسير العز بن عبد السلام: ( 2/ 353)].


فلذلك لا يجوز شهود هذه الأعياد، ومن اضطر لأن يمر من عندها؛ فليسرع الخُطى دون أن يدقق في أفعالهم فإنَّها لغو؛ والله تعالى يقول: ﴿ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72].


وتأمَّل معي ما قد ثبت عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبان فيهما فقال: (ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر).

[أخرجه أحمد: (12025) والنسائي (1556) قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: " هذا إسناد على شرط مسلم"].

فلقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أهل المدينة أن يحتفلوا بأعياد المشركين التي كانوا يفعلونها سابقاً، وبيَّن أنَّه لا يجوز ذلك، وأنَّ الله تعالى أبدلهما بهما عيدين:عيد الفطر وعيدالأضحى، فكيف نستبدل أعيادنا بأعياد الكفَّار؟ 

أنستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير؟!

و عن عائشة رضي الله عنها قالَتْ: (دَخَلَ عَلَيَّ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الْأَنْصَار، تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتْ بِهِ الْأَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ، قَالَتْ: وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ.

فَقَالَ أَبُو بَكْر: أَمَزْمُورِ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ.

فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا".

وفي رواية: "وَفِيهِ جَارِيَتَانِ تَلْعَبَانِ بِدُفٍّ").

[أخرجه البخاري (٩٥٢)ومسلم (٨٩٢)]

قال الحافظ الذهبي رحمه الله: 

(فهذا القول منه صلى الله عليه وسلم يوجب اختصاص كل قومٍ بعيدهم، كما قال الله تعالى: ﴿ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا ﴾).

[تشبه الخسيس بأهل الخميس].

قال ابن كثير رحمه الله تعالى : 

(فليس للمسلم أن يتشبه بهم لا في أعيادهم ولا مواسمهم ولا في عباداتهم؛ لأن الله تعالى شرف هذه الأمة بخاتم الأنبياء الذي شرع له الدين العظيم القويم الشامل الكامل الذي لو كان موسى بن عمران الذي أنزلت عليه التوراة وعيسى بن مريم الذي أنزل عليه الإنجيل حيين لم يكن لهما شرع متبع بل لو كانا موجودين، بل وكل الأنبياء، لما ساغ لواحد منهم أن يكون على غير هذه الشريعة المطهرة المشرفة المكرمة المعظمة فإذا كان الله تعالى قد مَنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع محمد صلى الله عليه وسلم فكيف يليق بنا أن نتشبه بقوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيرا وضلوا عن سواء السبيل قد بدلوا دينهم وحرفوه وأولوه حتى صار كأنه غير ما شرع لهم أولاً ثم هو بعد ذلك كله منسوخ والتمسك بالمنسوخ حرام لا يقبل الله منه قليلاً ولا كثيراً ولا فرق بينه وبين الذي لم يشرع بالكلية والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم).

[البداية والنهاية(2/142)].



 شبهات فكرية في الاحتفالات النصرانية(3):

جواب شبهة (أحضر بنيَّة صالحة، ولا أتبنَّى مقاصدهم ونيَّاتهم):

وما الإشكال إن حضرت لقصد حسن الجوار لجيراننا النصارى وشركائنا في الوطن، فما دام أنَّ الله تعالى يعلم مني أني مسلم ولا أؤيد النصارى في كفرهم، فما المشكلة في حضوري فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (إنَّما الأعمال بالنيات)؟

إنا لله وإنا إليه راجعون. 

ما أكثر ما ظلم الناس حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرته: (إنّما الأعمال بالنيات).

إنَّ أي عمل يقوم به الرجل ويكون عملاً صالحاً فلا بد أن يتوافق فيه شرطان أساسيان: إخلاص النيَّة، وصلاح العمل بموافقته لسنَّة المصطفى صلَّى الله عليه وسلَّم.

فموضوع إخلاص العمل مختلف عما تقوم به، حيث إنَّك تذهب لمشاركة النصارى في عيدهم الذي سيكون فيه شيء :

- من ذكر كفرياتهم.

- وشهود زورهم. 

- وسماع خرافاتهم وأباطيلهم.

فأي إخلاص في هذا العمل؟ 

بل لو أنَّك أخلصت القصد فيه لأثمت وضللت! لأنَّك ستكون مِمَّن كان مخلص النيَّة والقصد في حضور هذه الأقوال التي يقولها أولئك الكفَّار، فهل أنت ستوافقهم على أقوالهم؟اللهم لا! وذاك الظن بكل مسلم غيور على دينه.

إذا فلا معنى لاستشهادك بحديث: (إنَّما الأعمال بالنيات). 

قال الإمام الذهبي رحمه الله: 

(فإنْ قال قائلٌ: إنَّا لا نقصد التَّشبُّه بهم. 

فيقالُ له: نفس الموافقة والمشاركة لهم في أعيادهم ومواسمهم حرامٌ، بدليل ما ثبت في الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه " نهى عن الصلاة وقت طلوع الشمس ووقت غروبها "

[ ذكره بهذا اللفظ شيخ الإسلام رحمه الله في الجواب الصحيح(٦‏/٣٦٩)و أخرج البخاري(٥٨٢) بنحوه]

عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم: " إنَّها تَطلُعُ بين قرنَي شيطان، وحينئذ يسجد لها الكُفَّارُ"

[ صحيح الجامع(٣٧٧٥)وأخرجه مسلم(٨٢٨)بنحوه]

والمصلي لا يقصِدُ ذلك، إذ لو قصده كَفَرَ، لكنَّ نفس الموافقة والمشاركة لهم في ذلك حرام).

[تشبيه الخسيس بأهل الخميس(ص16)] 

 قد تكون النيَّة طيبة، ولكنَّها لا تشفع لصاحبها إن كان في ذلك المكان الذي يريد حضوره ما يُغضب الرحمن.

عن ثابت بن الضحاك قال: نذر رجل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينحر إبلاً ببوانة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني نذرت أن أنحر إبلا ببوانة.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد".

قالوا: لا.

قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم.

قالوا: لا.

 قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أوف بنذرك؛ فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله ولا فيما لا يملك ابن آدم "

[صحيح أبي داود(٣٣١٣) قال الألباني(صحيح)]


فإذا كان رسول الله ينهى أن يفي المرء بنذره في مكان كان فيه عيد للمشركين، فمن باب أولى تحريم وجود المسلم بمكان يرتاده النصراني احتفالاً بأعيادهم، وعليه فتحرم مشاركته لهم ووجوده في أمكنة احتفالات أعيادهم.

أماالشرط الثاني لصحَّة العمل: موافقته لشريعة الإسلام ومتابعة سنَّة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم.

فهل حصل أن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أو أحداً من صحابته أو التابعين أو من تبعهم قد احتفلوا بأعياد الكفّار؟!

والجواب: أنَّه لم يحصل هذا أبداً، ويستحيل أن يحصل هذا مِمَّن أمرنا الله بالاقتداء بهم، فكل عمل أو قول أحدث في دين الله، لم يأت به الإسلام فهو مردود على صاحبه أياً كان ولو كانت جبَّته فوق رأسه كالثريا بضخامتها، فنحن لا ننظر إلى مدى لُبس أو علم فلان بل ننظر إلى مدى اتباعه للدليل، ومن أراد تجويز ذلك فإنَّه سيفتح لباب البدع، وهو داخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

[أخرجه البخاري (٢٦٩٧)، ومسلم (١٧١٨) ].

قد يكون من مقاصد الشباب في حضورهم لأماكن العيد؛ الانبساط والسرور والفرحة؛ ولا يخطر ببالهم ما ذكرته.بل إنَّ مقاصدهم متعددة؛منها ما فيه معصية لله بمشاهدة التبرج والسفور والأجساد العارية.

ثمَّ إنَّ أي فرح ينبغي أن يكون جائزاً، ولهذا فإنَّ دين الإسلام أعطانا يومي عيد نفرح بهما؛ وهذا من فضل الله علينا؛ ولهذا نفرح بأعيادنا.

كما قال تعالى: ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴾ [يونس: 58].

ومن عَجَبٍ أن نجد شباب المسلمين يربأ بعضهم أن يفرحوا بأعيادهم الشرعية الجميلة، ولا يُشعرون أنفسهم ببهجة العيد.

فتراهم يسهرون الليل أغلبه ثمَّ يغطون في نوم عميق قبل صلاة الفجر بساعة أو ساعتين، ولا يصلون الفجر جماعة، وبعضهم لا يصليها في بيته كذلك، ثمَّ ينسى بل يتناسى ويتحاشى الذهاب لصلاة العيد في المسجد أو مصلَّى العيد فلا يحضرون صلاة عيد الفطر وعيد الأضحى، ويبقون نائمين حتى زوال الشمس بعد صلاة الظهر، فيقوم الرجل منهم بنفس كئيبة وروح سيئة، ولم يزوروا أقاربهم ويصلوا أرحامهم؛ وتراه قد قطع رحمه؛ ثمَّ يحرص على تهنئة جاره النصراني أو زميله في العمل!

بل تتمنَّى أن ترى من بعضهم البسمة وإن قلت له: ما بالك غير سعيد في هذا العيد؟

يقول لك: لا يوجد فيها سعادة، ولم نعد نرى طعماً للعيد.

فيا سبحان الله! في أعياد المسلمين لا يجدون طعماً ولا رائحة ولا مذاقاً ولا بهجة، أما أعياد الكفار التي يشيع فيها الكفر، وتفوح فيها رائحة الخمر، وينتشر فيها التبرج والتعري والسفور، ففيها يجدون بهجتهم.

فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة الا بالله.



شبهات فكرية في الاحتفالات النصرانية(4): 

شبهة(وجود علماء ومشايخ وأئمة يُشاركون النصارى في أعيادهم).

لكن بعض الشيوخ يدخلون عليهم في كنائسهم ويشاركهم في احتفالاتهم وأعيادهم؟

وهل البلاء إلاَّ من علماء السوء؟! فهم الذين يُلبِّسون على عموم المسلمين كثيراً من أمور دينهم، فلقد حصل من بعض المنتسبين للمشيخة أنَّه زار الكنيسة فخلع عمامته وألبسها القس ولبس هو عمامة القس وأنشأ يقول:

الشيخ والقسيس قسيسانِ  

                              وإن تشأ فقل هما شيخان!  
وهذا تخنث فكري، وضعف منهجي، وخلل عقدي، وضعف في الغيرة على الدين الحق، وهو ما يجعل المسلم المنهزم تذوب عقيدته مع الآخر النصراني أو غيره بحجَّة التقارب بين الأديان - زعموا - ولن تكون مآلات هذا التقارب العقائدي إلاّ إلى الكفر والشرك !!

لهذا أنكر أهل العلم - رحمهم الله - على من ينتسب للعلم بذلك.

قال السيوطي رحمه الله: 

(قال الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: ﴿ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [البقرة: 145].

فإذا كان هذا خطابه لنبيه - صلى الله عليه وسلم - فكيف حال غيره إذا وافق الجاهلين أو الكافرين وفعل كما يفعلون مما لم يأذن به الله ورسوله! ويتابعهم فيما يختصون به من دينهم وتوابع دينهم.

وترى اليوم كثيراً من علماء المسلمين الذين يعلمون العلم الظاهر وهم منسلخون منه في الباطن يصنعون ذلك مع الجاهلين في مواسم الكافرين بالتشبه بالكافرين).

[الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع السيوطي(ص 146)].

ثمَّ إنَّ أعياد النصارى قائمة على ما أسلفتُ ذكره من إظهار الكفر بالله؛ فكيف يُشاركهم الرجل أقوالهم وأفعالهم، وقد قال تعالى: ﴿ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ﴾ [النساء: 

قال فاروق هذه الأمَّة الصحابي الجليل عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - : (لا تعلَّموا رطانةَ الأعاجِمِ، و لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تتنزل عليهم).

[أخرجه عبد الرزاق في المصنف(1609).

والبيهقي بإسناد صحيح في السنن الكبرى(18640). 

وابن أبي شيبة (6/208). 

وصحح إسناده ابن تيمية في "مسألة في ذم خميس النصارى".

وعزاه الإمام ابن تيمية في اقتضاء الصراط المستقيم (1/511) لأبي الشيخ الأصبهاني في شروط أهل الذمة، وساق إسناده منه؛ وقال:"بإسناد صحيح "].

لقد كان عليٌ رضي الله عنه يكرهُ موافقتهم في اسم يوم العيد الذي ينفردون به، فكيف بموافقتهم في العمل؟

عن علي بن أبي طالب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أتي بِهَدِيَّةِ النَّيْرُوز، ِ فَقَالَ: مَا هَذِهِ؟ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ هَذَا يَوْمُ النَّيْرَوزِ. قَالَ: فَاصْنَعُوا كُلَّ يَوْمٍ فَيْرُوزَ. قَالَ أَبُو أُسَامَةَ - أحد الرواة -: كَرِهَ أَنْ يَقُولَ نَيْرُوزَ (قَالَ البيهقي): " وَفِي هَذَا كَالْكَرَاهَةِ لِتَخْصِيصِ يَوْمٍ بِذَلِكَ لَمْ يَجْعَلْهُ الشَّرْعُ مَخْصُوصًا بِهِ".

[السنن الكبرى، للبيهقي، كتاب الجزية باب كَرَاهِيَةِ الدُّخُولِ عَلَى أَهْلِ الذِّمَّةِ فِي كَنَائِسِهِمْ وَالتَّشَبُّهِ بِهِمْ يَوْمَ نَيْرُوزِهِمْ وَمِهْرَجَانِهِمْ (18644)]

قال العلامة ابن الحاج المالكي رحمه الله:

(سئل ابن القاسم أحد علماء المالكية عن الركوب في السفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له.

وكره ابن القاسم للمسلم أن يهدي إلى النصراني في عيده مكافأة له، ورآه من تعظيم عيده وعونا له على مصلحة كفره.

ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لحما ولا إداما ولا ثوبا ولا يعارون دابة ولا يعانون على شيء من دينهم، لأن ذلك من التعظيم لشركهم وعونهم على كفرهم.

وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك.

وهو قول مالك وغيره، لم أعلم أحدا اختلف في ذلك).

[المدخل(2/46-48)].

وقال أبو القاسم هبة الله بن الحسين الطبري الفقيه الشافعي رحمه الله:

(ولا يجوز للمسلمين أن يحضروا أعيادهم؛ لأنهم على منكر وزور وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم فيعم الجميع نعوذ بالله من سخطه).

[أحكام أهل الذمة لابن القيم(2/722)].

قال الإمام الذهبي رحمه الله: 

(من يشهدها ويَحضُرها يكون مذمومًا ممقوتًا؛ لأنه يشهد المنكر ولا يُمكنه أن يُنكره، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان "وأي منكر أعظم من مشاركة اليهود والنصارى في أعيادهم ومواسمهم، ويصنع كما يصنعون: من خبز الأقراص، وشراء البخور، وخضاب النساء والأولاد، وصبغ البيض، وتجديد الكسوة، والخروج إلى ظاهر البلد بزي التبهرج، وشطوط الأنهار، فإنَّ في هذا إحياء لدين الصليب، وإحداث عيد، ومشاركة المشركين، وتشبهًا بالضالِّين).

[تشبيه الخسيس بأهل الخميس (ص: 35)].

وقال العلَّامة السيوطي رحمه الله: 

(أعياد اليهود أو غيرهم من الكافرين أو الأعاجم والأعراب الضالين لا ينبغي للمسلم أن يتشبه بهم في شيء من ذلك ولا يوافقهم عليه).

[الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع(ص145)].

أسألُ الله جلَّ وعلا أنْ يُباعدَ بينَنا وبين ما حرَّمَ علينا، وأنْ يُعينَنا على ذِكره وشُكره وحُسن عبادته، اللهمَّ لا تُهلِكْنا بذنوبِنا وآثامِنا، ولا تُلهِنا بدُنيانا وأنفسِنا وأهلينا عن دِينِنا وآخِرتِنا، اللهمَّ إنَّا نسألك عِيشةً هنيَّة، ومِيتتةً سوِّية، ومرَدًّا غيرَ مُخْزٍ، اللهمَّ إنَّا نسألُكَ كما هديتَنا للإسلامِ أنْ لا تنزِعَه مِنَّا حتى تتوفَّانا ونحنُ مسلمين، إنَّك سميعٌ مُجيب، وأقولُ هذا، وأستغفرُ اللهَ لِي ولَكم.

كتبه : الشيخ أبو حذيفة العنابي حفظه الله

عن الكاتب

أبو الحارث عماد الجزائري شاب سلفي من الجزائر يحب أهل السنة

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المتابعون

جميع الحقوق محفوظة

مركز الشهاب الدعوي

المشرف العام: أبو الحارث عماد بعلول