قصيدة ماتعة في رثاء الشيخ حسن بن عبد الوهَّاب البنا –رحمه الله-
بعنوان: " قرن من العمر في خير أعمال"
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اتَّبع هداه،
أما بعد، فقد أرسل إليَّ أحد العلماء الأفاضل قصيدة رائقة في رثاء شيخنا الوالد حسن بن عبدالوهَّاب مرزوق البنا –رحمه الله تعالى-، وطلب مني أن أنشرها دون ذكر اسمه، وقد أجبته إلى طلبه لفضله وتأدية لشيء يسير من حقِّ شيخنا الوالد علينا، وهذا الفاضل لم يعنون للقصيدة، فاخترت أول شطر فيها عنوانًا لمناسبته للموضوع، وهذا هو نصُّ القصيدة:
رثاء و تذكير
قرن من العمر في خير أعمال
ياشيخ مصر رحمك الله يا غالي
ياجامع الفضل من علم ومن خلق
ولطف معشر للأثقال حَمَّال
أنت المثال في عزم وفي حلم
ما صدك السن عن تعليم أجيال
في يوم موتك موعد لجلوسكم
للدرس للطلاَّب خير مثال
ها قد بكاك الناس من اقطارها
من أندونيسيا للمحيط العالي
أنتم شهود الله يا أحبابه
إنا لنرجو للفقيد الغالي
جنات عدن في جوار حبيبنا
والمرسلين وصحبه والآل
من ذا يسد مكان شيخ نادر
حمل الصفات الطيبات خصال
يارب فاقبله ونوِّر قبره
وأجره من ضنك ومن أهوال
-----------------------
يا حظ من يرحل خميصًا بطنه
من قدح أعراض لبعض رجال
قدح يرى من غبر حق واضح
من باب تحريش من العذَّال
بالامس مدحٌ للفتى ومقرب
واليوم تحذير كطعن نصال
ونصيحتي قبل الممات ندامة
وتسامح وتصافح في الحال
والله من خوف على أحبابنا
ليس التشفي من فروع خصالي
هل هذا خير أو سيوقف قادح
يوم الجزا من خالق متعالي
ماذا تقول لمن تعلَّق ممسكا
بالحلق يجار صارخًا بمقال
يا رب سله كيف لطخ سمعتي
من غير حقٍّ هدَّني بمقال
والله ربي ما رددت إساءة
وصبرت يا ربي على الأهوال
فيقال خذ من حسناته ما ترتضي
والثاني أيضا عاشر بتوالي
رحماك يا ألله من كيد اللعين
إبليس محتال وفوق خيال
يأتي الى الانسان من باب خفي
ليدمر الحسنات من أعمال
كل بآراء له متمسك
لا يسمعون لناصح مفضال
المدح والاطرا له تأثيره
في المرء لا ريب بغير جدال
حتى يرى أن الخطا مستبعد
في حقه وهو الجناب العالي
قد كان ابن مروان على زهد به
متطلب نصحًا من الأفضال
أعني عمر من عد خامس راشد
فلنطلب التفتيش قبل زوال
---------------
وختامها يا رب ترحم عالما
حسنا هو البنا بكل مجال
ثم الصلاة على النبي المجتبى
ما طار طير في الفضاء العالي.
قلت: جزى الله خيرًا ناظم هذه القصيدة على هذه الكلمات الطيبات في حق شيخنا الوالد والتي تعبر عن شيء من سجاياه، ولا نزكِّيه على الله عز وجل.
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلّم.
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
صباح الإثنين الخامس من محرم 1442 هـ


